كشف عن انطلاق العملية من داخل إيران وتوعد بالرد.. مسؤول إيراني للجزيرة: حسب المؤشرات الأولية إسرائيل متورطة بهجوم أصفهان

Eyewitness footage said to show moment of explosion at military industry factory in Isfahan
الصحافة الإسرائيلية والأميركية نقلت عن مصادر أن الهجوم على المنشأة الإيرانية كان ناجحا وإيران تنفي (رويترز)

قال مسؤول إيراني للجزيرة إن الترجيحات تشير إلى أن المسيرات في الهجوم على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان وسط البلاد انطلقت من الداخل وعلى مقربة من الموقع المستهدف، مضيفا أن المؤشرات الأولية تقود إلى أن إسرائيل متورطة في الهجوم، ولا بد من متابعة التحقيق.

وأكد أن هجوم أصفهان لم يكن موفقا، وكلام المصادر الإسرائيلية عن نجاحه مجرد دعاية للتعتيم على الفشل.

وأضاف المسؤول الإيراني أن إسرائيل تعرف جيدا أنها ستتلقى ردا، وهذا ما حدث سابقا بعيدا عن الضجيج وكثرة التصريحات.

وقال إن واشنطن نأت بنفسها عن الهجوم لأنها تعلم أنه فاشل ولن يدفع طهران لتغيير سياساتها، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن "هناك من يلعب بالنار ولا شك لدينا بأنه سيكون أول من يحترق في حال قرر إشعال حرب إقليمية".

واستدعت إيران الاثنين القائم بالأعمال الأوكراني في طهران بسبب تصريحات صادرة عن ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال موقع "نورنيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني إن موقف بودولياك من هجوم أصفهان يلمح لشراكة كييف في الهجوم.

وأضاف أن تصريح بودولياك يطرح تساؤلات بشأن شراكة أوكرانية إسرائيلية ضد الأمن القومي الإيراني، معتبرا أن عدم إعلان كييف موقفا واضحا تجاه هذا التصريح ستكون له تبعات ثقيلة، على حسب تعبير "نورنيوز".

في حين ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أن طهران استدعت القائم بالأعمال الأوكراني في العاصمة بسبب تصريحات صادرة عن بلاده بشأن هجوم الطائرات المسيرة.

بلينكن ونتنياهو

ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء زيارته للقدس إنه اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا.

وقال نتنياهو إن سياسة تل أبيب تتمثل في منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وإنها ستقوم بكل ما في وسعها لتحقيق ذلك.

وكان بلينكن صرح، في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، بأن من المهم مواصلة العمل للتصدي لتصرفات إيران في المنطقة.

التلميح الإسرائيلي

من ناحيته، قال الرئيس السابق لجهاز الموساد ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي أفرايم هيلفي إن عناصر الاستخبارات (الموساد) قادرون على تنفيذ كل مهمة يكلفون بها، وفي كل مكان.

وجاءت تصريحات هيلفي ردا على سؤال للإذاعة الإسرائيلية عما إذا كان جهاز الموساد هو من نفذ الهجوم بالمسيرات على معامل السلاح بمدينة أصفهان.

وأضاف أن لدى الموساد قدرات خارقة وسبق أن نفذ عمليات نوعية في الماضي والحاضر، وسيواصلها في المستقبل ما دام أمن إسرائيل ومواطنيها يستدعي ذلك، على حد قوله.

وشكل جواب هيلفي تعزيزا للأنباء التي تؤكد أن إسرائيل تقف خلف الهجوم الأخير على معامل الصواريخ بعيدة المدى في إيران.

وكان بودولياك قال -تعليقا على قصف مسيرات مصنعا عسكريا في أصفهان- إن الحرب تحاسب المتورطين والمتواطئين بشكل صارم، فهناك ذعر وتعبئة لا نهاية لها في روسيا وليلة متفجرة ضد منشآت تصنيع طائرات مُسيرة وصواريخ ومصافي نفط في إيران، حسب تعبيره.

وتتهم كييف طهران بتزويد موسكو بمئات الطائرات المسيرة التي تستخدمها في مهاجمة أهداف مدنية بمدن أوكرانية بعيدة عن جبهات القتال.

حالة تأهب

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش الإسرائيلي أعلن عن حالة تأهب قصوى في الجولان السوري المحتل، تحسبا لرد إيراني محتمل.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن حالة التأهب ستشمل وضع منظومة القبة الحديدية في شمال إسرائيل في حالة جاهزية عالية، إلى جانب فرض احتياطات وتدابير أمنية حول سفارات إسرائيل وممثلياتها في الخارج.

ضربة ناجحة

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الهجوم بالطائرات المسيرة، على المنشأة الدفاعية الإيرانية في أصفهان، حقق نجاحا هائلا، وفقا لعدد من مصادر المخابرات الغربية.

وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أمضتا أسبوعا كاملا في إجراء تدريبات عسكرية، حول مهاجمة أهداف مثل إيران، لذا فإن تنفيذ هذا الهجوم فورا بعد هذه التدريبات قد يكون بمثابة رسالة بشأن جديتها.

وقدروا أن زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى إسرائيل، قبل الهجوم مباشرة، كانت دليلا على الحاجة إلى اجتماع خاص -وجها لوجه- بين قادة وكالة المخابرات المركزية وجهاز الموساد.

كما نقل مراسل موقع أكسيوس -عن مصدر وصفه بالمطلع- أن القصف الذي استهدف منشأة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية كان دقيقا وناجحا، موضحا أنه تم استهداف 4 مواقع مختلفة في المنشأة بدقة، وأن جميع الضربات حققت أهدافها.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن المسؤولين الأميركيين حددوا قبل أسابيع علنا إيران باعتبارها المورد الرئيسي للطائرات دون طيار إلى روسيا، لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وقالوا إنهم يعتقدون أن موسكو كانت تحاول أيضا الحصول على صواريخ إيرانية لاستخدامها في الصراع.

لكن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن اعتقادهم أن هذه الضربة، في أصفهان، كانت مدفوعة بمخاوف إسرائيل الأمنية، لا باحتمال تصدير الصواريخ إلى روسيا.

ومن جانب آخر أشارت واشنطن بوست إلى أن إسرائيل نفذت سلسلة من الضربات السرية داخل إيران خلال العقد الماضي، بتوجيه من نتنياهو، على الرغم من أنها نادرا ما تدلي بتصريحات علنية.

وتنقل الصحيفة عن إيلي جيران-مايه، كبير زملاء السياسة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، القول إن ضربة السبت تشير إلى أن نتنياهو عاد، وأن الولايات المتحدةَ ربما تمنح إسرائيل مساحة عمل أكبر لاستهداف إيران، بسبب الجمودِ في الملف النووي الإيراني، وإحباط الغرب من دعم إيران لموسكو عسكريا في حرب روسيا على أوكرانيا.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة بالمسيرات في إيران نفذتها إسرائيل.

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن استهداف الموقع العسكري يأتي في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب طرقا جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية، في حين نفى البنتاغون ضلوع أي قوة عسكرية أميركية في هجمات أو عمليات داخل ايران.

إدانة روسية

من جهتها، دانت روسيا اليوم الهجوم بالطائرات المسيرة على مصنع عسكري في إيران، وحذرت مما وصفتها بالتصرفات "الاستفزازية" التي قد تثير تصعيدا في وضع ملتهب بالفعل.

وقالت الخارجية الروسية "مثل هذه التصرفات المدمرة قد تكون لها تبعات غير متوقعة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

كما دان الكرمين أيضا الهجوم، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة".

المصدر : الجزيرة + وكالات